أعوذ بربِّ الناس من هوى الناس.. ظنوا أنه بقتل بعضهم ستكون الحياة في الأرض لهم؛ فصار قتل النفس غواية وعادة.
رباه، إنهم يقتلون الإنسانية..!
يقول تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. [الروم: 41].
نعم، أصبح الكلُّ يرى الفساد و يتحسر ويقول: لماذا كلُّ هذا البلاء؟
ألا يدرون أنهم هم الذي اقترفوا بأيديهم تلك الآثام؟!
هواءٌ ملوث، موتٌ وغرق عبارات في البحر، وتلوثٌ في مياهه..
فقرٌ وجوع، تبعه قرصنة واختطاف ناقلات..
قوّاتُ مارينز وتحالفٍ حاربَتِ العراقَ، و تمركزت واحتلّت جزءًا من بحار العرب ولم تخرج منها, وستزيد عليهم قواتٍ أوربيةً لحماية السفن من القرصنة، بمعنى أنّ البحر أصبح "كومبليت"..
أما في البر، وهو أرضنا التي نعيش عليها جميعاً: فكثيرٌ من الناس أباحوا القتل وتجرّعوا الشهوات، ولم يراعُوا ضمائرهم، وبات القتل أمراً عادياً، ودواعيه أمراً دنيئاً مخزياً؛ فالقاتل لا يفكر ولا يهمُّه القتلة..
انفجاراتٌ هنا وهناك وكأن زهق الروح صار لهواً و عبثاً، وظنوا أنه بقتلهم بعضهم ستكون حياتُهم!
آهٍ...
وقد فُتنت الناس بالتكنولوجيا، وآثروا متابعة الرذيلة والتلذذ بها، ومسايرة كلِّ ما هو مضلّ، بدعوى التقدم والتطور، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}!
مما لا شك فيه أنها ابتلاءاتٌ على المرء أن يجتازها بنجاحٍ قدر ما يستطيع، ولن يكون ذلك إلاّ بالحرص على أن نتمسك كلُّنا بالدين القيّم. وخيرُ عملٍ هو الرجوع إلى الله.
ليتنا نبدأ بأنفسنا ونرحم أطفالنا وصغارنا وأنفسنا من بشاعة الفاحشة وضرّ الفسوق وفداحة العصيان..
وصدَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (يأتي على الناسِ زمانٌ القابضُ على دِينهِ كالقابضِ على الجمرِ).
نفسي:
لا تحزني إن ظلّ معك الصبر مؤنساً ورفيقاً، وهيّا معي لنرعى نبته الأليم، تحمّلي مُرّ علقمه.
نعمْ ستؤلمني الجمرة، نعمْ سنتألم ونحن نتمسك بخصال ديننا الحق، من هول البلايا والغوايات التي تلاحقنا في هذه الحياة الدنيا، لكنّ ذلك أهوَنُ من غضب ربي وعذاب نار الآخرة، فجاهدي ولا تتعجلي، وانتظري الأجر العظيم.
أيها الناس:
ارجعوا إلى ربّكم واذكروهُ، واخشَوهُ، لعلّكم تسعدون برحمته، وتفلحون بجنّته.